الفاء في قوله:{ فأراه الآية الكبرى} فصيحة وتفريع على محذوف يقتضيه قوله{ اذهب إلى فرعون}[ النازعات: 17] .والتقدير: فذهب فدعاه فكذبه فأراه الآية الكبرى ،وذلك لأن قوله:{ إنه طغى}[ النازعات: 17] يؤذن بأنه سيلاقي دعوةَ موسى بالاحتقار والإِنكار ،لأن الطغيان مِظنّة ذينك ،فعرض موسى عليه إظهار آية تدل على صدق دعوته لعله يوقن كما قال تعالى:{ قال أو لو جئتك بشيء مبين قال فأت به إن كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين}[ الشعراء: 30 32] ،فتلك هي الآية الكبرى المرادة هنا .
والآية: حقيقتها العلامة والأمارة ،وتطلق على الحجة المثبتة لأنها علامة على ثبوت الحق ،وتطلق على معجزة الرسول لأنها دليل على صدق الرسول وهو المراد هنا .
وأعقب فعل{ فأراه الآية الكبرى} بفعل{ فكذب} للدلالة على شدة عناده ومكابرته