يجوز أن تكون الجملة جواب القسم ،وإن المعنى تحقيق فلاح المؤمنين وخَيبة المشركين كما جُعل في سورة الليل ( 4 ،5 ) جوابَ القسم قولْه:{ إن سعيكم لشتى فأما من أعطى} الخ .
ويجوز أن تكون جملةً معترضة بين القَسم والجواب لمناسبة ذكر إلهام الفجور والتقوى ،أي أفلح من زكّى نفسه واتّبع ما ألهمه الله من التقوى ،وخاب من اختار الفجور بعد أن ألهم التمييز بين الأمرين بالإِدراك والإِرشاد الإلهي .
وهذه الجملة توطئة لجملة:{ كذبت ثمود بطغواها}[ الشمس: 11] فإن ما أصاب ثمودا كان من خيبتهم لأنهم دَسَّوا أنفسهم بالطغوى .
وقدم الفلاح على الخيبة لمناسبته للتقوى ،وأردف بخيبة من دسى نفسه لتهيئة الانتقال إلى الموعظة بما حصل لثمود من عقاب على ما هو أثر التدسية .
و{ مَن} صادقة على الإِنسان ،أي الذي زكى نفسه بأن اختار لها ما به كمالها ودفع الرذائل عنها ،فالإِنسان والنفس شيء واحد ،ونزلا منزلة شيئين باختلاف الإِرادة والاكتساب .
والتزكية: الزيادة من الخير .