وأما «الإركاس » . قال الفراء:«أركسهم » ردهم إلى الكفر ، وقال أبو عبيدة:يقال:أركست الشيء وركسته - لغتان – إذا رددته . والركس:قلب الشيء على رأسه ، أو رد أوله على آخره . والارتكاس:الارتداد . قال أمية:
فأركسوا في حميم النار ، إنهم *** كانوا عصاة ، وقالوا الإفك والزورا
ومن هذا يقال للروث:الركس ؛ لأنه رد إلى حال النجاسة .
ولهذا المعنى سمى رجيعا والركس والنكس ، والمركوس والمنكوس:بمعنى واحد .
قال الزجاج:أركسهم نكسهم وردهم . والمعنى:أنه ردهم إلى حكم الكفار من الذل والصغار . وأخبر سبحانه عن حكمه وقضائه فيهم وعدله ، وإن إركاسه لهم كان بسبب كسبهم وأعمالهم ، كما قال:{ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} [ المطففين:14] فهذا توحيده ، وهذا عدله لا ما يقوله القدرية والمعطلة من أن التوحيد:إنكار الصفات والعدل والتكذيب بالقدر .