{ الميتة} كل ما له نفس سائلة من دواب البر وطيره ، أوكل ما فارقته الحياة من دواب البَرّ وطيره ، أو كل ما فارقته الحياة من دواب البرّ وطيره .{ والدم} محرم إذا كان مسفوحاً ، فلا يحرم دم السمك ، [ أو] المسفوح وغيره حرام إلا ما خصته السنة من الكبد والطحال فحرم دم السمك .{ ولحم الخنزير} يخصّه التحريم عند داود ويعم باقي أجزائه عند الجمهور ، ولا فرق بين الأهلي والوحشي .{ وما أُهلّ} ذبح لغير الله من صنم أو وثن ، استهل الصبي صاح ، ومنه إهلال الحج .{ والمُنخنقة} بحبل الصائد وغيره حتى تموت ، أو التي توثق فيقتلها خناقها .{ والموقوذة} المضروبة بالخشب حتى تموت . وقذه وقذاً:ضربه حتى أشفى على الهلاك .{ والمُتردّية} من رأس جبل أو بئر .
{ والنّطيحة} التي تنطحها أخرى فتموت .{ إلا ما ذَكّيتم} من المنخنقة ، وما بعدها عند الجمهور أو مما أكل السبع خاصة ، والأكيلة التي تحلها الذكاة هي التي فيها حياة قوية لا كحركة المذبوح ، أو يكون لها عين تطرف وذنب يتحرك .{ تستقسموا} تطلبوا علم ما قسم لكم من رزق أو حاجة .{ بالأزلام} قداح مكتوب على أحدها أمرني ربي ، وعلى الآخر نهاني ربي ، والآخر غُفْل ، كانوا إذا أرادوا أمراً ضربوا بها ، فإن خرج أمرني ربي فعلوه ، وإن خرج نهاني تركوه ، وإن خرج الغفل أعادوه ، سمي ذلك استقساماً لطلبهم علم ما قسم لهم ، أخذ من قسم اليمين لأنهم التزموا بالقداح ما يلتزمونه باليمين .{ ذلكم} الذي نهيتم عنه فسق وخروج عن الطاعة .{ يئس الذين كفروا} من دينكم أن ترتدوا عنه ، أو أن يبطلوه أو يقدحوا في صحته ، وكان ذلك يوم عرفة في حجة الوداع بعد دخول العرب في الإسلام حين لم يرَ الرسول صلى الله عليه وسلم مشركا{ فلا تخشوهم} أن يظهروا عليكم واخشوا مخالفتي .{ اليوم أكملت} يوم عرفة في حجة الوداع ، ولم يعش بعد ذلك إلا إحدى وثمانين ليلة ، أو زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كله إلى أن نزل ذلك يوم عرفة وإكماله بإكمال فرائضه ، وحلاله وحرامه ، فلم ينزل على الرسول صلى الله عليه وسلم بعدها شيء من الفرائض من تحليل ولا تحريم ، أو بإكمال الحج فلا يحج معكم مشرك .{ وأتممت عليكم نعمتي} بإكمال الدين{ ورضيت لكم} الاستسلام لأمري{ دِينا} أي طاعة .{ فمن اضطُرّ} أصابه ضر من الجوع .{ مَخمصة} مفعلة كمبخلة ومجبنة ومجهلة ومحزنة ، من الخمص وهو اضطمار البطن من الجوع{ مُتجانف} متعمد أو مائل . جنف القوم مالوا ، وكل أعوج فهو أجنف . نزلت هذه السورة والرسول صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة ، أو في مسير له من حجة الوداع ، أو يوم الإثنين بالمدينة .