{ أرني} سأل الرؤية ليجاب بما يحتج به على قومه إذ قالوا{ أرنا الله جهرة} [ النساء:153] مع علمه أنه لا يجوز أن يراه في الدنيا ، أو كان يعلمه باستدلال فأحبّ أن يعلمه ضرورة ، أو كان يظن ذلك حتى ظهر له ما ينفيه .{ تجلّى} ظهر بآياته التي أحدثها في الجبل لحاضري الجبل ، أو ظهر من ملكوته للجبل ما تدكدك به ، لأن الدنيا لا تقوم لما يظهر من ملكوت السماء ، أو ظهر قدر الخنصر من العرش ، أو أظهر أمره للجبل ، والتجلّي:الظهور ، ومنه جلاء المرآة وجلاء العروس .{ دكّا} مستوياً بالأرض ، ناقة دكاء لا سنام لها ، أو ساخ في الأرض أو صار تراباً قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أو صار قطعاً .{ صَعِقا} ميتاً ، أو مغشياً عليه ، قال ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أخذته العشية عشية الخميس يوم عرفة فأفاق عشية الجمعة يوم النحر وفيه نزلت عليه التوراة ، فيها عشر آيات نزلت في القرآن في ثماني عشرة آية من بني إسرائيل .{ تُبْتُ} من السؤال قبل الإذن ، أو من تجويز الرؤية في الدنيا ، أو ذكر ذلك على جهة التسبيح ، لأن المؤمن يسبّح عند ظهور الآيات .{ أول المؤمنين} أنه لا يراك شيء من خلقك في الدنيا ، أو باستعظام سؤال الرؤية .