تفسير الألفاظ:
{وقد مكروا مكرهم} المكر هو الاحتيال ،وهو مستحيل على الله .وإنما أسنده الله إلى نفسه في الآية للمشاكلة بين اللفظين .أما في حقه تعالى فيفسر بالتدبير فيكون المعنى: وقد مكروا ،ودبر الله ما يبطل مكرهم ويوافق الحكمة الإلهية .{وعند الله مكرهم} أي مكتوب عنده ليجازيهم عليه .{وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال} قيل إن بمعنى ما النافية واللام مؤكدة لها ،فيكون المعنى: وما كان مكرهم لنزول منه الجبال في ثباتها ورسوخها ،ويكون المراد بالجبال رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وما أوحي إليه .وقرأ الكسائي لتزول منه الجبال على أن إن مخففة واللام فاصلة ،ويكون معناه تعظيم مكرهم .
تفسير المعاني:
وقد مكر هؤلاء الكافرون مكرهم لإبطال الإسلام والصد عن سبيله ،ودبر الله تخييب عملهم ،وسجل عليهم عملهم هذا ليجازيهم عليه ،وما مكرهم مهما عظم بمزحزح للجبال ،فإن أمر محمد كالجبال بل أرسخ وأثبت .