ثم قال:( وما يفعلوا من خير فلن يكفروه ) أي فلن يضيع ثوابه كما يكفر الشيء أي يستر حتى كأنه غير موجود .وقد سمى الله تعالى إثابته للمحسنين شكرا وسمى نفسه شكورا ، فحسن في مقابلة هذا أن يعبر عن عدم الإثابة بالكفر الذي يقابل الشكر .وقال الزمخشري إن"كفر "عدى هنا إلى مفعولين لتضمينه معنى الحرمان فالمعنى لن يحرموا جزاءه ( والله عليم بالمتقين ) وإنما يجزي العاملين بحسب ما يعلم من أمرهم وما تنطوي عليه نفوسهم من نياتهم وسرائرهم فمن آمن إيمانا صحيحا واتقى ما يفسد عليه ثمرات إيمانه فأولئك هم الفائزون .فلا عبرة بجنسيات الأديان ، وإنما العبرة بالتقوى مع الإيمان .