/م130
{ وأطيعوا الله والرسول} فيما نهينا عنه من أكل الربا وما أمرنا به من الصدقة ؛{ لعلكم ترحمون} في الدنيا بما تفيدكم الطاعة من صلاح حال مجتمعكم ، وفي الآخرة بحسن الجزاء على أعمالكم ، فإن الراحمين يرحمهم الرحمن{[361]} كما ورد في الحديث المرفوع عند أحمد وأبي داود والترمذي وقد رويناه مسلسلا .
قال الأستاذ الإمام قوله"واتقوا النار "وعيد للمرابين بجعلهم مع الكافرين إذا عملوا فيهم عملهم وفيه تنبيه إلى أن الربا قريب من الكفر .وهذا القول بعد قوله{ واتقوا الله لعلكم ترحمون} تأكيد بعد تأكيد ثم أكده أيضا بالأمر بطاعته وطاعة الرسول فمؤكدات التنفير من الربا أربعة .وقد قلنا من قبل إن مسألة الربا ليست مدنية محضة بل هي دينية أيضا والغرض الديني منها التراحم المفضي إلى التعاون فالمقرض اليوم قد يكون مقترضا غدا ، فمن أعان جدير بأن يعان .