/م130
ثم ذكر جزاء المتقين بعد الأمر المؤكد باتقاء النار اتباعا للوعيد بالوعد وقرنا للترهيب بالترغيب كما هي سنته فقال:
{ وسارعوا إلى مغفرة ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين} المسارعة إلى المغفرة والجنة هي المبادرة إلى أسبابها وما يعد الإنسان لنيلها من التوبة عن الإثم كالربا والإقبال على البر كالصدقة .وقرأ نافع وابن عامر"سارعوا "بغير واو .والمراد بكون عرض الجنة كعرض السماوات والأرض المبالغة في وصفها بالسعة والبسطة تشبيها لا بأوسع ما علمه الناس وخص العرض بالذكر لأنه يكون عادة أقل من الطول .وقال البيضاوي:إن هذا الوصف على طريقة التمثيل .وقال في قوله "أعدت للمتقين ":هيئت لهم وفيه دليل على أن الجنة مخلوقة وأنها خارجة عن هذا العالم .ا ه وهو ما احتج به الأشاعرة على من قال من المعتزلة إنها ليست بمخلوقة الآن كما في كتب العقائد .قال الأستاذ الإمام:وقد اختلفوا في الجنة هل هي موجودة بالفعل أم توجد بعد في الآخرة ولا معنى لهذا الخلاف ولا هو مما يصح التفرق واختلاف المذاهب فيه .