/م105
{ هاأنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا} هذه الآية تدل على أن الذين أرادوا مساعدة بني أبيرق على اليهودي جماعة وأن النهي عن الجدال عنهم موجه إلى هؤلاء وحدهم وإن بدئ بخطاب النبي صلى الله عليه وسلم وحده .أي ها أنتم يا هؤلاء جادلتم عنهم وحاولتم تبرئتهم في الحياة الدنيا{ فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا} يوم يكون الخصم والحاكم هو الله المحيط علمه بأعمالهم وأحوالهم وأحوال الخلق كافة ؟ أي لا يمكن أن يجادل هنالك أحد عنهم ، ولا أن يكون وكيلا بالخصومة لهم ، فعلى المؤمنين أن يراقبوا الله تعالى في مثل ذلك ولا يحسبوا أن من أمكنه أن ينال الفلج بالحكم له من قضاة الدنيا بغير حق ، يمكنه كذلك أن يظفر في الآخرة ،{ يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله} [ الانفطار:19] الذي يحاسب على الذرة{ وإن كان مثال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين} [ الأنبياء:47] وفي هذا دليل على أن حكم الحاكم في الدنيا لا يجيز للمحكوم له أن يأخذ به إذا علم أنه حكم له بغير حقه .