/م100
{ ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه} الخطاب للمشركين المحجوجين أو لجميع المكلفين ، والإشارة إلى المنزه عما يصفون ، المتصف بما وصف به نفسه من الإبداع والانفراد بخلق جميع الأشياء ، وإحاطة العلم بالجليات والخفيات ، من المشهودات والغائبات ، أي ذلكم الذي شأنه ما ذكر هو الله ربكم ، لا من خرقوا له من الأولاد ، وأشركوا به من الأنداد ، فاعبدوه إذا ولا تشركوا به شيئا لا إله إلا هو خالق كل شيء ، فإنما الإله المستحق للعبادة هو الرب الخالق وما عداه مخلوق يجب عليه أن يعبد خالقه ، فكيف يعبده ويؤلهه من هو مثله في ذلك ؟
{ وهو على كل شيء وكيل} أي وهو مع كل ما ذكر موكول إليه كل شيء يتصرف فيه ويدبره بعلمه وحكمته ، يقال فلان وكيل على عقار فلان وماله ، وقيل إن الوكيل هنا بمعنى الرقيب ، وفي سورة المؤمن:{ ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون} [ غافر:62] قدم فيه وصفه بالخلق عن كلمة التوحيد عكس ما هنا لأن ما هنا رد على المشركين فناسب فيه تقديم كلمة التوحيد ، وآية سورة المؤمن جاءت بين آيات في الخلق ونعم الله فيه فناسب تقديم الوصف بالخلق فيها على التوحيد الذي هو نتيجة لذلك وغاية .