/م124
{ وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا} أي وهذا الإسلام الذي يشرح الله له صدر من يريد هدايته ، هو صراط ربك أيها الرسول الذي بعثك به ، وبين لك في هذه الآيات أو هذه السورة أصوله وعقائده بالحجج النيرات ، والآيات البينات حال كونه مستقيما في نظر العقل الصحيح ومقتضى الفطرة السليمة من فساد الإفراط والتفريط ، فلا اعوجاج فيه ولا التواء وإنما هو السبيل السواء ومن عرفه تبين له اعوجاج ما عداه من السبل ، التي عليها سائر أهل الملل والنحل .
{ قد فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} أي قد بينا الآيات والحجج المثبتة لحقيته وأصوله الراسخة ، ومحاسن فروعه المثمرة النافعة ، لقوم يتذكرون ما بلغوه منها ، كلما عرضت الحاجة إليه ، فيزدادون بها يقينا ورسوخا في الإيمان ، ويدرءون ما يورد عليهم من الشبهات والأوهام ، كما يزدادون إذعانا وموعظة تبعثهم على الأعمال الصالحة ، ولذلك خصوا بالذكر دون غيرهم .وتفسيرنا للمشار إليه بقوله: "وهذا صراط ربك "بالإسلام هو الموافق لقواعد العربية لأنه أقرب مذكور يصح أن يكون هو المراد ، وهو المروي عن ابن عباس ، ومن خالفه فقد تكلف وتعسف .وقوله"مستقيما "منصوب على الحال والعامل فيها ما في اسم الإشارة أو التنبيه من معنى الفعل .