/م194
{ والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون} أي وأما الذين تدعونهم لنصركم ولغير النصر من منافعكم ودفع الضر عنكم ، فهم عاجزون لا يستطيعون أن ينصروكم ، ولا أن ينصروا أنفسهم على من يحقر أمرهم ، أو يسلبهم شيئا مما وضع من الطيب أو الحلي عليهم ، وقد كسر إبراهيم صلى الله عليه وسلم الأصنام فجعلهم جذاذا فما استطاعوا أن يدفعوه عن أنفسهم ، ولا أن ينتقموا منه لها .وروي عن معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما وكانا شابين من الأنصار قد أسلما لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أنهما كانا يعدوان في الليل على أصنام المشركين يكسرانها ويتخذانها حطبا للأرامل ليعتبر قومهما بذلك ، وكان لعمرو بن الجموح- وكان سيد قومه- صنم يعبده فكانا يجيئان في الليل فينكسانه على رأسه ويلطخانه بالعذرة فيجيء فيرى ما صنع به فيغسله ويطيبه ويضع عنده سيفا ويقول له انتصر حتى أخذاه مرة فقرناه مع كلب ميت ودلياه بحبل في بئر فلما رآه كذلك علم بطلان عبادته وأسلم وفيه يقول:
تالله لو كنت إلها مستدن *** لم تك والكلب جميعا في قرن