/م200
{ وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون} الغي الفساد .والمد والإمداد الزيادة في الشيء من جنسه ، وقد قرأ نافع يمدونهم بضم الياء وكسر الميم من الإمداد والجمهور بفتح الياء وضم الميم من المد ، وقرئ في الشواذ يمادّونهم بصيغة المشاركة ، والمد يستعمل في القرآن في الخلق والتكوين كقوله تعالى:{ وهو الذي مد الأرض} [ الرعد:3]{ ألم تر إلى ربك كيف مد الظل} [ الفرقان:45]{ والبحر يمده من بعده سبعة أبحر} [ لقمان:27] وفي مد الناس فيما يذم ويضر كقوله:{ قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمان مدا} [ مريم:75]{ ونمد له من العذاب مدا} [ مريم:79]{ ويمدهم في طغيانهم يعمهون} [ البقرة:15] وأما الإمداد ففيما يحمد وينفع كقوله تعالى:{ أمدكم بأنعام وبنين} [ الشعراء:133]{ وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا} [ الإسراء:6]{ كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك} [ الإسراء:20] ومنه إمداد النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بالملائكة يثبتون قلوبهم في غزوة بدر ، وحملت قراءة نافع هنا على التهكم .والإقصار التقصير وأقصر عن الأمر تركه وكف عنه وهو قادر عليه .
/خ202