وقال قتادة:( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر ) كانوا يقولون نحن أكثر من بني فلان ونحن أعد من بني فلان ، وهم كل يوم يتساقطون إلى آخرهم ، والله ما زالوا كذلك حتى صاروا من أهل القبور كلهم .
والصحيح أن المراد بقوله:( زرتم المقابر ) أي:صرتم إليها ودفنتم فيها ، كما جاء في الصحيح:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على رجل من الأعراب يعوده ، فقال:"لا بأس ، طهور إن شاء الله ". فقال:قلت:طهور ؟! بل هي حمى تفور ، على شيخ كبير ، تزيره القبور ! قال:"فنعم إذا ".
وقال ابن أبي حاتم:حدثنا أبو زرعة ، حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني ، أخبرنا حكام بن سلم الرازي ، عن عمرو بن أبي قيس ، عن الحجاج ، عن المنهال ، عن زر بن حبيش عن علي قال:ما زلنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت:( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر )
ورواه الترمذي ، عن أبي كريب ، عن حكام بن سلم [ به] وقال:غريب .
وقال ابن أبي حاتم:حدثنا أبي ، حدثنا سلمة بن داود العرضي ، حدثنا أبو المليح الرقي ، عن ميمون بن مهران قال:كنت جالسا عند عمر بن عبد العزيز ، فقرأ:( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر ) فلبث هنيهة فقال:يا ميمون ، ما أرى المقابر إلا زيارة ، وما للزائر بد من أن يرجع إلى منزله .
قال أبو محمد:يعني أن يرجع إلى منزله - إلى جنة أو نار . وهكذا ذكر أن بعض الأعراب سمع رجلا يتلو هذه الآية:( حتى زرتم المقابر ) فقال:بعث اليوم ورب الكعبة . أي:إن الزائر سيرحل من مقامه ذلك إلى غيره .