{زرتم المقابر}: مِتُّم ودخلتم القبور لوقتٍ محدَّد كأنه زيارة .
حتى نَسِيتم أنكم ستموتون وتُدفَنون في القبور ،وغفلتُم عن أنكم إنما تمكثون فيها وقتاً محدَّداً ،ثم تُخْرَجون منها يومَ القيامة إلى الحسابِ والجزاء .
ولذلك جاء التعبيرُ بقوله{حتى زُرْتُمُ المقابر} يعني أن دُخولكم في القبرِ أشبهُ ما يكونُ بالزِيارة ،ثم منه تُخْرَجون .
ويفهم كثيرٌ من الناس من قوله{حتى زُرْتُمُ المقابر} أنه حضٌّ على زيارة القبور ،وليس هذا هو المقصود .
وفي صحيح مسلم: قرأ النبي صلى الله عليه وسلم: ألهاكُم التكاثُر ،ثم قال:"يقولُ ابنُ آدم: مالي ومالُك .يا ابنَ آدم ،ليس لك من مالِكَ إلا ما أكلتَ فأفنيت ،أو لبستَ فأبْلَيتَ ،أو تصدَّقتَ فأمضيت ،وما سوى ذلك فذاهبٌ وتاركُه للناس ".