وقال مالك بن الصيف حين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكرهم ما أخذ عليهم من الميثاق ، وما عهد إليهم في محمد صلى الله عليه وسلم:والله ما عهد إلينا في محمد صلى الله عليه وسلم ولا أخذ [ له] علينا ميثاقا . فأنزل الله:( أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم )
وقال الحسن البصري في قوله:( بل أكثرهم لا يؤمنون ) قال:نعم ، ليس في الأرض عهد يعاهدون عليه إلا نقضوه ونبذوه ، يعاهدون اليوم ، وينقضون غدا .
وقال السدي:لا يؤمنون بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم . وقال قتادة:( نبذه فريق منهم ) أي:نقضه فريق منهم .
وقال ابن جرير:أصل النبذ:الطرح والإلقاء ، ومنه سمي اللقيط:منبوذا ، ومنه سمي النبيذ ، وهو التمر والزبيب إذا طرحا في الماء . قال أبو الأسود الدؤلي:
نظرت إلى عنوانه فنبذته كنبذك نعلا أخلقت من نعالكا
قلت:فالقوم ذمهم الله بنبذهم العهود التي تقدم الله إليهم في التمسك بها والقيام بحقها . ولهذا أعقبهم ذلك التكذيب بالرسول المبعوث إليهم وإلى الناس كافة ، الذي في كتبهم نعته وصفته وأخباره ، وقد أمروا فيها باتباعه ومؤازرته ومناصرته ، كما قال:( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ) الآية [ الأعراف:157]