ثم يتطرق القرآن إلى صفة مجموعة من اليهود ،وهي صفة النكول ونقض العهود والمواثيق ،وكأنها صفة تأريخية تلازمهم على مرّ العصور{َوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ ،بَلْ أكثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} .
لقد أخذ الله ميثاقهم في جانب الطور أن يعملوا بالتوراة لكنهم نقضوا الميثاق ،وأخذ منهم الميثاق أن يؤمنوا بالنّبي الخاتم المذكور عندهم في التوراة فلم يؤمنوا به .
يهود «بني النضير » و«بني قريضة » عقدوا الميثاق مع النّبي لدى هجرته المباركة إلى المدينة أن لا يتواطئوا مع أعدائه ،لكنهم نقضوا العهد ،وتعاونوا مع مشركي مكة في حرب الأحزاب ضد المسلمين .
وهذه الخصلة في هذا الفريق من اليهود نجدها اليوم متجسدةً في الصهيونية العالمية التي تضع كل المواثيق والقرارات والمعاهدات الدولية تحت قدميها ،متى ما تعرّضت مصالحها للخطر .