ولهذا قالوا:( فكذلك ألقى السامري فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار )
وقال ابن أبي حاتم:حدثنا محمد بن عبادة بن البختري حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد عن سماك ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ; أن هارون مر بالسامري وهو ينحت العجل ، فقال له:ما تصنع؟ فقال:أصنع ما يضر ولا ينفع فقال هارون:اللهم أعطه ما سأل على ما في نفسه ومضى هارون ، فقال السامري:اللهم إني أسألك أن يخور فخار ، فكان إذا خار سجدوا له ، وإذا خار رفعوا رؤوسهم .
ثم رواه من وجه آخر عن حماد وقال:[ أعمل] ما ينفع ولا يضر .
وقال السدي:كان يخور ويمشي .
فقالوا - أي:الضلال منهم الذين افتتنوا بالعجل وعبدوه -:( هذا إلهكم وإله موسى فنسي ) أي:نسيه هاهنا ، وذهب يتطلبه . كذا تقدم في حديث "الفتون "عن ابن عباس . وبه قال مجاهد .
قال سماك عن عكرمة عن ابن عباس:( فنسي ) أي:نسي أن يذكركم أن هذا إلهكم .
وقال محمد بن إسحاق ، عن حكيم بن جبير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس فقالوا:( هذا إلهكم وإله موسى ) قال:فعكفوا عليه وأحبوه حبا لم يحبوا شيئا قط يعني مثله ، يقول الله:( فنسي ) أي:ترك ما كان عليه من الإسلام ، يعني:السامري .
قال الله تعالى ردا عليهم ، وتقريعا لهم ، وبيانا لفضيحتهم وسخافة عقولهم فيما ذهبوا إليه: