وقوله:( ألا يسجدوا لله ) [ معناه:( وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ألا يسجدوا لله )] أي:لا يعرفون سبيل الحق التي هي إخلاص السجود لله وحده دون ما خلق من شيء من الكواكب وغيرها ، كما قال تعالى:( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون ) [ فصلت:37] .
وقرأ بعض القراء:"ألا يا اسجدوا لله "جعلها "ألا "الاستفتاحية ، و "يا "للنداء ، وحذف المنادى ، تقديره عنده:"ألا يا قوم ، اسجدوا لله ".
وقوله:( الذي يخرج الخبء في السموات والأرض ):قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس:يعلم كل خبيئة في السماء والأرض . وكذا قال عكرمة ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وقتادة ، وغير واحد .
وقال سعيد بن المسيب:الخبء:الماء . وكذا قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم:خبء السموات والأرض:ما جعل فيها من الأرزاق:المطر من السماء ، والنبات من الأرض .
وهذا مناسب من كلام الهدهد ، الذي جعل الله فيه من الخاصية ما ذكره ابن عباس وغيره ، من أنه يرى الماء يجري في تخوم الأرض ودواخلها .
وقوله:( ويعلم ما تخفون وما تعلنون ) أي:يعلم ما يخفيه العباد ، وما يعلنونه من الأقوال والأفعال . وهذا كقوله تعالى:( سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار ) [ الرعد:10] .