ثمّ أضاف الهُدهد قائلا: ( ألاّ يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون ){[2988]} .
وكلمة «خَبء » على وزن ( صبر ) معناها كل شيء خفي مستور ،وهي هنا إشارة إلى إحاطة علم الله بغيب السماوات والأرض ،أي: لِمَ لا يسجدون لله الذي يعلمُ غيب السماوات والأرض وما فيهما من أسرار ؟!
وما فسّره بعضهم بأن الخبء في السماوات هو الغيث ،والخبء في الأرض هو النبات ،فهوفي الحقيقةمن قبيل المصداق البارز .
والطريف في الآية أنّها تتكلم أوّلاً عما خفي في السماوات والأرض ،ثمّ تتكلم عن أسرار القلوب !.
إلاّ أنّه لِمَ استند الهدهد من بين جميع صفات الله إلى علمه بغيب العالم وشهوده كبيره و صغيره ؟!
لعل ذلك لمناسبة أن سليمانبالرغم من جميع قدرتهكان يجهل خصائص بلد سبأ ،فالهدهد يقول: ينبغي الاعتماد على الله الذي لا يخفى عليه شيء في السماوات والأرض .
أو لمناسبة أنّهطبقاً لما هو معروفللهدهد حس خاص يدرك به وجود الماء في داخل الأرض ...لذلك يتكلم عن علم الله الذي يعلم بكل خافية في عالم الوجود .
/خ26