{أَلاَّ يَسْجُدُواْ للَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِى السَّمَوَاتِ وَالاَْرْضِ} إن الله هو الذي يخرج الأشياء من عمق العدم بقدرته التي لا يحدّها شيء ،تماماً كما يخرج الأشياء الكامنة في داخل السماوات والأرض مما لا يملك أحد الوصول إليها ،فهو الذي ينبغي أن يسجد الناس له ،في ما يمثله السجود من الخضوع للقدرة المطلقة المهيمنة على نظام الكون كله بجميع مظاهره وظواهره في السماء والأرض .وما قيمة عظمة الشمس أمام عظمة الله ،الذي خلقها ووضع لها القوانين والشروط التي تحكم حركتها ،بل إن عظمة التدبير فيها دليلٌ على عظمة المدبّر لها ،وهو الله ،فكيف يسجدون لها ويتركون السجود لله الذي يملك الأمر كله ،{وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} لأنه المحيط بكم من عمق المعنى الخفيّ من وجودكم ..إلى امتداده في المنطقة المعلنة منه .