ثم قال:( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا ) يعني:كالكفار والفجار ، يعملون أعمالا سيئة ، وهم في ذلك يعتقدون ويحسون أنهم يحسنون صنعا ، أي:أفمن كان هكذا قد أضله الله ، ألك فيه حيلة ؟ لا حيلة لك فيه ، ( فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء ) أي:بقدره كان ذلك ، ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ) أي:لا تأسف على ذلك فإن الله حكيم في قدره ، إنما يضل من يضل ويهدي من يهدي ، لما له في ذلك من الحجة البالغة ، والعلم التام; ولهذا قال:( إن الله عليم بما يصنعون ) .
وقال ابن أبي حاتم عند هذه الآية:حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن عوف الحمصي ، حدثنا محمد بن كثير ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني - أو:ربيعة - عن عبد الله بن الديلمي قال:أتيت عبد الله بن عمرو ، وهو في حائط بالطائف يقال له:الوهط ، قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إن الله خلق خلقه في ظلمة ، ثم ألقى عليهم من نوره ، فمن أصابه من نوره يومئذ فقد اهتدى ، ومن أخطأه منه ضل ، فلذلك أقول:جف القلم على ما علم الله عز وجل ".
ثم قال:حدثنا يحيى بن عبدك القزويني ، حدثنا حسان بن حسان البصري ، حدثنا إبراهيم بن بشر حدثنا يحيى بن معين حدثنا إبراهيم القرشي ، عن سعد بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفى قال:خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"الحمد لله الذي يهدي من الضلالة ، ويلبس الضلالة على من أحب ".
وهذا أيضا حديث غريب جدا .