ثم بيّن البعدَ بين الفريقين: الضالين والمهتدين ،واختلاف حالهم ، فقال:{أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سواء عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً}:
أفمن زين له الشيطان عمله السيئ فرآه حسنا ،هو في الواقع كمن هداه الله فرأى الحسنَ حسنا والسيئ سيئا ؟إنهما لا يستويان أبدا .
{فَإِنَّ الله يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ}: يضلّ من يشاء من الجاحدين الذين ارتضوا سبيل الضلال ،ويهدي من يشاء ممن اختاروا سبيل الهداية .
ثم يخاطب الرسولَ الكريم حتى يسليه ،فيقول:{فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ الله عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}: فلا تُهلك نفسَك حزناً على الضالين الذين لم يؤمنوا وحسرةً عليهم ،إن الله محيط علمه بما يصنعون من شر فيجزيهم به .