/م5
{أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون}
المفردات:
زين له سوء عمله : حسنت له نفسه وشيطانه عمله السيئ .
فرآه حسنا : رآه حسنا لا قبح فيه .
فلا تذهب نفسك : فلا تهلك نفسك .
عليهم حسرات : تحسرا عليهم لكفرهم .
التفسير:
هذا هو مفتاح الشر في الحياة أن يزين الشيطان للإنسان عمله القبيح فلا يستمع إلى نصيحة ولا يراجع نفسه ولا يحاسبها على أمر بل يسير معجبا بنفسه قد تملكه الغرور أهذا المغرور المعجب بنفسه المرتكب للآثام مع اعتقاد أنه الأفضل والأحسن كمن استقبح الكفر واختار الإيمان والعمل الصالح ؟كلا لا يستويان والمراد بمن زين له سوء عمله: كفار مكة .
وقد ورد في سبب نزول هذه الآية عن جوبير عن الضحاك عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام فهدى الله عمر بن الخطاب وأضل أبا جهل ففيهما نزلت:{فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء ...}
إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمان يقلبها كيف يشاء فمنهم من يمنحه الهدى والتوفيق ونفاذ البصيرة ،واختيار الإيمان ومنهم من يؤثر الضلالة والجحود والكنود ،فيتركه الله مخذولا شاردا في الضلال ممعنا في الكفر فلا تغنم بكفرهم ولا تهلك نفسك حزنا على ضلالهم فالله مطلع وشاهد على أعمالهم وسوف يجازيهم بما يستحقون .
ويشبه بهذه الآية قوله تعالى: لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين .( الشعراء: 3 ) .
وقوله تعالى: فلعلك باخع نفسك علي ءاثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا .( الكهف: 6 ) .
***