ثم أخبر تعالى أن هذا الضرب من بني آدم شر الخلق والخليقة ، فقال:( إن شر الدواب عند الله الصم ) أي:عن سماع الحق ( البكم ) عن فهمه ؛ ولهذا قال:( الذين لا يعقلون ) فهؤلاء شر البرية ؛ لأن كل دابة مما سواهم مطيعة لله [ عز وجل] فيما خلقها له ، وهؤلاء خلقوا للعبادة فكفروا ؛ ولهذا شبههم بالأنعام في قوله:( ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء [ صم بكم عمي فهم لا يعقلون] ) [ البقرة:171] . وقال في الآية الأخرى:( أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون ) [ الأعراف:179] .
وقيل:المراد بهؤلاء المذكورين نفر من بني عبد الدار من قريش . روي عن ابن عباس ومجاهد ، واختاره ابن جرير ، وقال محمد بن إسحاق:هم المنافقون .
قلت:ولا منافاة بين المشركين والمنافقين في هذا ؛ لأن كلا منهم مسلوب الفهم الصحيح ، والقصد إلى العمل الصالح .