ثم بين تعالى سوء حال المشبه بهم ،مبالغة في التحذير ،وتقريرا للنهي ،بقوله:
{ إن شر الدواب} أي ما يدب على الأرض ،أو شر البهائم{ عند الله الصم} أي عن سماع الحق{ البكم} أي عن النطق به{ الذين لا يعقلون} أي لا يفهمونه .جعلهم تعالى من جنس البهائم ،لصرفهم جوارحهم عما خلقت له ،ثم جعلهم شرها لأنهم / عاندو بعد الفهم ،وكابروا بعد العقل ،وفي ذكرهم في معرض التشبيه ،بهذا الأسلوب ،غاية في الذم .وقد كثر ،في التنزيل ،تشبيه الكافرين بنحو هذا كقوله تعالى:{ ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء} وقال تعالى{[4333]}:{ أولئك كالأنعام بل هم أضل}{[4334]} .