من اليهود قوم سوء يغيرون الكلام الذي أنزله الله، فيُؤوِّلونه على غير ما أنزل الله، ويقولون للرسول ﷺ حين يأمرهم بأمر:سمعنا قولك، وعصينا أمرك، ويقولون مستهزئين:اسمع ما نقول لا سَمِعْتَ، ويوهمون بقولهم:«راعنا» أنهم يريدون:راعنا سمعك، وإنما يريدون الرعونة، يلوون بها ألسنتهم، يريدون الدعاء عليه ﷺ، ويقصدون القدح في الدين، ولو أنهم قالوا:سمعنا قولك، وأطعنا أمرك، بدلًا من قولهم:سمعنا قولك، وعصينا أمرك، وقالوا:اسمع، بدل قولهم:اسمع لا سمعتَ، وقالوا:انتظرنا نفهم عنك ما تقول، بدل قولهم:راعنا، لكان ذلك خيرًا لهم مما قالوه أولًا، وأعدل منه، لما فيه من حسن الأدب اللائق بجناب النبي ﷺ، ولكن لعنهم الله، فطردهم من رحمته بسبب كفرهم، فلا يؤمنون إيمانًا ينفعهم.