الذين هادوا: اليهود .
اسمع غير مسمع: اسمع غير مجاب إلى ما تدعوا إليه .
راعنا: انظُرنا ،وهي توافق كلمة سبٍّ في لغتهم .
أقوم: أعدل .
من اليهود فريق يحرّفون الكلام عن معناه بالتأويل أو الحذف أو التبديل ،وهو أمر أجمعَ عليه أهل النظر من الغربيين .يقول مارتن لوثر في كتابه: اليهود وأكاذيبهم «هؤلاء الكذّابون الحقيقيون مصاصو الدماء ،الذين لم يكتفوا بتحريف الكتاب المقدّس من الدفة إلى الدفة ،بل ما فتئوا يفسّرون محتوياته حسب أهوائهم وشهواتهم » .
فتحريف التوراة حاصل باعتراف النصارى أنفسهم ،ولذلك عندما يقول القرآن شيئاً فإنه يكون حقاً لا شُبهة فيه .
ويقول اليهود في أنفسهم للنبيّ الكريم: سمعنا بالقول وعصَينا الأمر .ويقولون اسمعْ كلامنا -لا سمعتَ دعاء - يدعون بذلك على النبي .ويقولون ( اسمع غير مسمَع ) فيسوقون اللفظ ومرادُهم الدعاءُ عليه ،ويوهمون أن مرادهم الدعاء له ويقولون ،راعِنا ،يلوون بها ألسنتَهم يوهمون أنهم يريدون «انظُرنا » فيُظهرون أنهم يطلبون رعايته ويُبْطنون وصفه بالرعونة لمجرد السبّ والشتم .
ولو أنهم استقاموا وقالوا ( سمعنا وأطعنا ) بدل قولهم ( سمعنا وعصينا ) ،وقالوا ( اسمَع ) دون أن يقولوا ( غير مسمَع ) ،وقالوا ( انظُرنا ) بدل ( راعِنا )- لكان ذلك خيراً لهم وأصوبَ ،لما فيه من الأدب والفائدة وحسن العاقبة ،ولكن الله طردهم من رحمته بإعراضهم عنه ،فلا تجدُ منهم من يستجيبون لداعي الإيمان إلا عدداً قليلا .
وصدق الله .فلم يدخل في الإسلام على مر القرون إلا قليل من اليهود ،ممن قَسَم الله لهم الخير ،وأراد الهدى .أما أغلبهم فقد ظلّوا حرباً على الإسلام والمسلمين ،منذ كانوا في المدينة إلى يومنا الحاضر .هذا مع أنهم لم يجدوا أمةً تحفظهم وتصون حقوقهم كالمسلمين .ولم يعيشوا في أمانٍ إلا في ظِل الإسلام ولا يزالون كذلك حتى الآن في كثير من البلاد الإسلامية .