ثم صرح لهما بالدعوة، فقال:{ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} أي:أرباب عاجزة ضعيفة لا تنفع ولا تضر، ولا تعطي ولا تمنع، وهي متفرقة ما بين أشجار وأحجار وملائكة وأموات، وغير ذلك من أنواع المعبودات التي يتخذها المشركون، أتلك{ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ} الذي له صفات الكمال،{ الْوَاحِدُ} في ذاته وصفاته وأفعاله فلا شريك له في شيء من ذلك.{ الْقَهَّارُ} الذي انقادت الأشياء لقهره وسلطانه، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن{ ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها} ومن المعلوم أن من هذا شأنه ووصفه خير من الآلهة المتفرقة التي هي مجرد أسماء، لا كمال لها ولا أفعال لديها.