{يا صَاحِبَي}: الصاحب: الملازم لغيره على وجه الاختصاص .
{يا صَاحِبَيِ السِّجْنِ} اللذين أشعر بأن لهما عليّ حق الصحبة في رحلة السجن مما يُلزمني بالنصيحة في الفكر ،والموعظة في السلوك ،لأن الإنسان المؤمن ،هو الذي يحسُّ بمسؤولية إرشاد الناس إلى خط التوحيد بما يمثله من استقامة في العقيدة والعبادة ،فيعمل على إثارة تفكيرهم ليقتنعوا من موقع الفكر ،ويعملوا من موقع القناعة ،لأن الإيمان لا يرتكز في حياة الإنسان على المشاعر العاطفية ،بل يرتكز على أساس التأمّلات الفكرية ،وهذا ما أراد أن يثير تفكيرهما فيه ،حين طرح عليهما هذا السؤال:
{ءَأَرْبَابٌ مُّتَّفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} ما الذي يملكه هؤلاء الأرباب الذين تعبدونهم من دون الله من الصفات التي لا بد أن يتميّز الإله بها ،ليستحق العبادة من خلقه ،من قدرة على الخلق وإعطائهم لنعمة الحياة ،ومنحهم لما ييسر لهم سبل الحياة ويمهد لهم سبل الراحة فيها ؟!