لما ذكر قصة زكريا ويحيى، وكانت من الآيات العجيبة، انتقل منها إلى ما هو أعجب منها، تدريجا من الأدنى إلى الأعلى فقال:{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ ْ} الكريم{ مَرْيَمَ ْ} عليها السلام، وهذا من أعظم فضائلها، أن تذكر في الكتاب العظيم، الذي يتلوه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، تذكر فيه بأحسن الذكر، وأفضل الثناء، جزاء لعملها الفاضل، وسعيها الكامل، أي:واذكر في الكتاب مريم، في حالها الحسنة، حين{ انْتَبَذَتْ ْ} أي:تباعدت عن أهلها{ مَكَانًا شَرْقِيًّا ْ} أي:مما يلي الشرق عنهم.