القول في تأويل قوله:وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (113)
قال أبو جعفر:يقول تعالى ذكره:ولا تميلوا ، أيها الناس ، إلى قول هؤلاء الذين كفروا بالله، فتقبلوا منهم وترضوا أعمالهم، (فتمسكم النار)، بفعلكم ذلك (26)،وما لكم من دون الله من ناصر ينصركم ووليّ يليكم (27)، (ثم لا تنصرون) ، يقول:فإنكم إن فعلتم ذلك لم ينصركم الله، بل يخلِّيكم من نصرته ويسلط عليكم عدوّكم.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
18602- حدثني المثني قال ، حدثنا عبد الله قال ، حدثنا معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله:(ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) ، يعني:الركون إلى الشرك.
18603- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن يمان، عن أبي جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية:(ولا تركنوا إلى الذين ظلموا) ، يقول:لا ترضوا أعمالهم.
18604- حدثني المثني قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، عن أبي العالية في قوله:(ولا تركنوا إلى الذين ظلموا) ، يقول:لا ترضوا أعمالهم. يقول:"الركون "، الرضى.
18605- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن أبي جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية، في قوله:(ولا تركنوا إلى الذين ظلموا) ، قال:لا ترضوا أعمالهم، (فتمسكم النار).
18606- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج:(ولا تركنوا إلى الذين ظلموا) ، قال:قال ابن عباس:ولا تميلوا إلى الذين ظلموا.
18607- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله:(ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) ، يقول:لا تلحقوا بالشرك، وهو الذي خرجتم منه.
18608- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد، في قوله:(ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) ، قال:"الركون "، الإدهان. وقرأ:وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ، [سورة القلم:9] ، قال:تركنُ إليهم، ولا تنكر عليهم الذي قالوا، وقد قالوا العظيمَ من كفرهم بالله وكتابه ورسله. قال:وإنما هذا لأهل الكفر وأهل الشرك وليس لأهل الإسلام. أما أهل الذنوب من أهل الإسلام ، فالله أعلم بذنوبهم وأعمالهم. ما ينبغي لأحد أن يُصَالح على شيء من معاصي الله ، ولا يركن إليه فيها.
----------------------
الهوامش:
(26) لنظر تفسير "المس "فيما سلف ص:353 ، تعليق:6 ، والمراجع هناك .
(27) لنظر تفسير "الأولياء "فيما سلف من فهارس اللغة ( ولي ) .