القول في تأويل قوله تعالى:فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112)
قال أبو جعفر:يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:فاستقم أنت ، يا محمد ، على أمر ربك ، والدين الذي ابتعثك به ، والدعاء إليه، كما أمرك ربك (23)، (ومن تاب معك)، يقول:ومن رجع معك إلى طاعة الله والعمل بما أمره به ربه من بعد كفره، (ولا تطغوا) ، يقول:ولا تعدوا أمره إلى ما نهاكم عنه. (24) (إنه بما تعملون بصير) ، يقول:إن ربكم ، أيها الناس ، بما تعملون من الأعمال كلِّها ، طاعتها ومعصيتها ،"بصير "، ذو علم بها، لا يخفى عليه منها شيء، وهو لجميعها مبصرٌ. (25) يقول تعالى ذكره:فاتقوا الله، أيها الناس ، أن يطَّلع عليكم ربكم وأنتم عاملون بخلاف أمره ، فإنه ذو علم بما تعلمون، وهو لكم بالمرصاد.
* * *
وكان ابن عيينة يقول في معنى قوله:(فاستقم كما أمرت) ، ما:-
18600- حدثني المثني قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله بن الزبير، عن سفيان في قوله:(فاستقم كما أمرت) ، قال:استقم على القرآن.
18601- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد في قوله:(ولا تطغوا) ، قال:الطغيان:خلاف الله ، وركوب معصيته . ذلك "الطغيان ".
------------------
الهوامش:
(23) لنظر تفسير "الاستقامة "فيما سلف ص:187 .
(24) لنظر تفسير "طغى "فيما سلف ص:34 ، تعليق:3 ، والمراجع هناك .
(25) لنظر تفسير "بصير "فيما سلف من فهارس اللغة ( بصر ) .