قوله تعالى:{فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعلمون بصير 112 ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون} استقم ،من الاستقامة وهي الاعتدال{[2184]} ؛فالله يأمر نبيه صلى الله عليه وسل أن يسلك السبيل المعتدل المستقيم ؛وذلك بفعل ما تعبده بفعله وترك ما نهاه عن فعله .ولأمته فيه أسوة حسنة ؛إذ يقتدون به في سائر أفعاله وأقواله .وهو قوله:{ومن تاب معك}{من} في محل رفع معطوف على الضمير في{فاستقم} وقيل: في محل نصب ؛لأنه مفعول معه{[2185]} .والمعنى: فاستقم أنت ومن تاب معك ؛أي ممن خلع الكفر والأنداد فرجع إلى ربه مسلما قانتا ،استقم أنت وهم على منهج الله وطريقه الثابت القويم .
قوله:{ولا تطغوا} من الطغيان ،وهو مجاوزة الحد ؛فهو مخالفة أوامر الله وعصيانه وذلكم الطغيان{إنه بما تعلمون بصير} الله يعلم ما يقوم به العباد وما يفعلونه ،فما يغيب عن عمله من أفعالهم وأقوالهم وخفاياهم شيء ؛بل إن عمله محيط بكل شيء .