قوله:{وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم} قرئت إن بالتشديد وهو الأصل ،مع تخفيف{لما} فتكون ما زائدة جيء بها للفصل بين اللام التي في خبر إن ،ولا القسم في ليوفينهم .وقرئت{لما} مشددة مع تشديد إن .ووجه ذلك: أن يكون لما مصدر لم يلم بالتشديد .كقوله:{أكلا لما} .
وقيل: إن الأصل فيها ( لمن لم ) ثم أدغم النون في الميم فاجتمع بذلك ثلاث ميمات فحذفت الميم المكسورة .والتقدير: وإن كلا لمن خلق ليوفيهم .وقيل غير ذلك{[2182]} .
والمعنى: أن كل هؤلاء الذين قصصنا عليك أخبارهم لمن ليوفينهم ربك بالصالح من أعمالهم ؛بالجزيل من الثواب ،وبالطالح منها ؛بشديد العقاب ؛أي إن الله سيجمع الأولين والآخرين من الأمم فيجزيهم بأعمالهم سواء منها الصالحة فيثيبهم عليها الثواب الكريم ،أو الطالحة فيجازيهم عليها بعقابه الأليم{إنه بما تعلمون خبير} الله خبير بما يفعله هؤلاء المشركون ،وهو سبحانه مطلع على أعمال المشركين الخاسرين سواء منها الخافي والمعلن ؛فهو محيط بذلك كله لا يغب عن عمله منه شيء{[2183]} .