(فكيدوني جميعا) ، يقول:فاحتالوا أنتم جميعًا وآلهتكم في ضري ومكروهي (1)، (ثم لا تنظرون) ، يقول:ثم لا تؤخرون ذلك، (2) فانظروا هل تنالونني أنتم وهم بما زعمتم أن آلهتكم نالتني به من السوء؟
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك.
18267- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن نمير، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:( اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ )، قال:أصابتك الأوثان بجنون.
18268- حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:( اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ) ، قال:أصابك الأوثان بجنون.
18269- حدثني المثني قال ، حدثنا ابن دكين قال ، حدثنا سفيان، عن عيسى، عن مجاهد:( اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ) ، قال:سببتَ آلهتنا وعبتها ، فأجنَّتك.
18270-. . . . قال، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن نجيح، عن مجاهد:( اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ) ، أصابك بعض آلهتنا بسوء ، يعنون الأوثان.
18271-. . . . قال، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:( إِنْ نَقُولُ إِلا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ) قال:أصابك الأوثان بجنون.
18272- حدثنا محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله:( إِنْ نَقُولُ إِلا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ) ، قال:تصيبك آلهتنا بالجنون.
18273- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة:( إِلا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ) ، قال:ما يحملك على ذمّ آلهتنا، إلا أنه أصابك منها سوء.
18274- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله:( إِنْ نَقُولُ إِلا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ) ، قال:إنما تصنع هذا بآلهتنا أنها أصابتك بسوء.
18275- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، قال عبد الله بن كثير:أصابتك آلهتنا بشر.
18276- حدثت عن الحسين، قال:سمعت أبا معاذ قال ، حدثنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله:( إِنْ نَقُولُ إِلا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ )، يقولون:نخشى أن يصيبك من آلهتنا سوء، ولا نحب أن تعتريك ، يقولون:يصيبك منها سوء.
18277- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:( إِنْ نَقُولُ إِلا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ) ، يقولون:اختلَط عقلك فأصابك هذا مما صنعت بك آلهتنا.
* * *
وقوله:(اعْتَرَاكَ) ، ا "فتعل "، من "عراني الشيء يعروني":، إذا أصابك، كما قال الشاعر:(3)
مِنَ القَوْمِ يَعْرُوهُ اجْتِرَاءٌ وَمَأْثَمُ (4)
--------------------------
الهوامش:
(1) انظر تفسير "الكيد "فيما سلف 13:449 ، تعليق:3 ، والمراجع هناك .
(2) انظر تفسير "الإنظار "فيما سلف ص:151 ، تعليق:3 ، والمراجع هناك .
(3) هو أبو خراش الهذلي .
(4) ديوان الهذليين 2:147 ، مجاز القرآن لأبي عبيدة 1:290 ، من قصيدته التي ذكر فيها فراره من فائد وأصحابه الخزاعيين ، وكان لهم وتر عنده . فلما لقوه فر وعدا ، فذكر ذلك في شعره ، ثم انتهى إلى ذكر رجل كان يتبعه وهو يعدو فقال:أُوائِــلُ بالشَّــدِّ الـذَّلِيقِ , وَحَـثَّنِي
لَـدَى المَتْـنِ مَشْـبُوحُ الذِّرَاعَينِ خَلْجَمُ
تَذَكَّـر ذَخْـلاً عِنْدَنَـا , وهـو فـاتِكٌ
مِـنَ القَـوْمِ يَعْـرُوهُ اجْـتِرَاءٌ وَمَـأْثَمُ
يقول:"أوائل بالشد "، أطلب النجاة بالعدو السريع ، و"الذليق "، الحديد السريع الشديد ، و"حثني لدى المتن "، يحثني على عدوى ، رجل من ورائي ، كأنه من قربه قد ركب متني ، "مشبوح الذراعين "، من صفة هذا الرجل أنه عريض الذراعين ، "خلجم "، طويل شديد . و"تذكر ذحلا "، أي ثأرًا ، فكان تذكره للثأر أحفز له على طلب أبي خراش . ثم قال:إنه فاتك من فتاكهم ، لا يرهب ، ويدفعه على ذلك "اجتراء "، أي جرأة لا تكفها المخافة ، و"مأثم "، أي طلب الأثام ، وهو المجازاة والعقوبة على إثمي الذي سلف إليهم . و"المأثم "و"الأثام "واحد .
وكان في المطبوعة:"اجترام "، وفي المخطوطة:"اجترامًا "، وهما خطأ ، صوابه ما أثبت من ديوانه .