يقول تعالى ذكره:وإذا نسخنا حكم آية ، فأبدلنا مكانه حكم أخرى، والله أعلم بما ينـزل:يقول:والله أعلم بالذي هو أصلح لخلقه فيما يبدِّل ويغير من أحكامه، قالوا:إنما أنت مفتر يقول:قال المشركون بالله ، المكذبو رسوله لرسوله:إنما أنت يا محمد مفتر:أي مكذب تخرص بتقوّل الباطل على الله ، يقول الله تعالى بل أكثر هؤلاء القائلين لك يا محمد:إنما أنت مفتر جهال ، بأنّ الذي تأتيهم به من عند الله ناسخه ومنسوخه ، لا يعلمون حقيقة صحته.
وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله ( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال:ثنا أبو عاصم، قال:ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال:ثنا الحسن، قال:ثنا ورقاء وحدثني المثنى، قال:ثنا أبو حُذيفة، قال:ثنا شبل وحدثني المثنى، قال:أخبرنا إسحاق، قال:ثنا عبد الله، عن ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله ( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) رفعناها فأنـزلنا غيرها.
حدثنا القاسم، قال:ثنا الحسين، قال:ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد ( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) قال:نسخناها، بدّلناها، رفعناها، وأثبتنا غيرها.
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) هو كقولهمَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا.
حدثني يونس، قال:أخبرنا ابن وهب، قال:قال ابن زيد، في قوله ( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) قالوا:إنما أنت مفتر، تأتي بشيء وتنقضه، فتأتي بغيره. قال:وهذا التبديل ناسخ، ولا نبدل آية مكان آية إلا بنسخ.