يقول تعالى ذكره:ونادينا موسى من ناحية الجبل، ويعني بالأيمن:يمين موسى، لأنة الجبل لا يمين له ولا شمال، وإنما ذلك كما يقال:قام عن يمين القبلة وعن شمالها.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا الحسن بن يحيى، قال:أخبرنا عبد الرزاق، قال:أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله ( مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأيْمَنِ ) قال:جانب الجبل الأيمن . وقد بيَّنا معنى الطور واختلاف المختلفين فيه، ودللنا على الصواب من القول فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وقوله ( وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا ) يقول تعالى ذكره:وأدنيناه مناجيا، كما يقال:فلان نديم فلان ومنادمه، وجليس فلان ومجالسه. وذُكر أن الله جلّ ثناؤه أدناه، حتى سمع صريف القلم.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن بشار، قال:ثنا يحيى، قال:ثنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ( وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا ) قال:أٌدْنِيّ حتى سمع صريف القلم.
حدثنا محمد بن منصور الطَوسِيّ، قال:ثنا يحيى بن أبي بكر، قال:ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، قال:أراه عن مجاهد، في قوله ( وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا ) قال:بين السماء الرابعة، أو قال:السابعة، وبين العرش سبعون ألف حجاب:حجاب نور، وحجاب ظلمة، وحجاب نور، وحجاب ظلمة; فما زال يقرب موسى حتى كان بينه وبينه حجاب، وسمع (1) صريف القلمقَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ.
حدثنا عليّ بن سهل، قال:ثني حجاج، عن أبي جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية، قال:قرّبه منه حتى سمع صريف القلم.
حدثنا ابن حميد، قال:ثنا جرير، عن عطاء، عن ميسرة (وقَرَّبْناهُ نَجِيًّا) قال:أُدْنِيَ حتى سمع صريف القلم في اللوح، وقال شعبة:أردفه جبرائيل عليه السلام.
وقال قتادة في ذلك، ما حدثنا به الحسن بن يحيى، قال:أخبرنا عبد الرزاق ، قال:أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله ( وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا ) قال:نجا بصدقه.
------------------------
الهوامش:
(1) عبارة الدر المنثور للسيوطي:حتى كان بينه وبينه حجاب ، فلما رأى مكانه وسمع . . . إلخ