يقول تعالى ذكره:ولقد كذّب الذين من قبل هؤلاء المشركين من قريش من الأمم الخالية رسلهم.(فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ) يقول:فكيف كان نكيري تكذيبهم إياهم (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ ) يقول:أولم ير هؤلاء المشركون إلى الطير فوقهم صافات أجنحتهنّ(وَيَقْبِضْنَ ) يقول:ويقبضن أجنحتهنّ أحيانا. وإنما عُنِي بذلك أنها تصُفُّ أجنحتها أحيانا، وتقبض أحيانا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن عبد الأعلى، مقال:ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله:(صَافَّاتٍ ) قال:الطير يصفّ جناحه كما رأيت، ثم يقبضه.
حدثني محمد بن عمرو، قال:ثنا أبو عاصم، قال:ثنا عيسى ؛ وحدثني الحارث، قال:ثنا الحسن، قال:ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:(صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ) بسطهنّ أجنحتهنّ وقبضهنّ.
وقوله:(مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلا الرَّحْمَنُ ) يقول:ما يمسك الطير الصافات فوقكم إلا الرحمن. يقول:فلهم بذلك مذكر إن ذكروا، ومعتبر إن اعتبروا، يعلمون به أن ربهم واحد لا شريك له (إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ) يقول:إن الله بكل شيء ذو بصر وخبرة، لا يدخل تدبيره خلل، ولا يرى في خلقه تفاوت.