{أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُمْ مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ} لتستعينوا به على الله إذا أراد الله أن يعذّبكم بذنوبكم لينقذكم من عذاب الله ،فأين هو وكيف هو ؟{إِنِ الْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ} بفعل ما يعيشونه من العقلية الخياليّة المستغرقة في ذاتها وفي أوضاعها المحيطة بها ،بعيداً عن كل النتائج السلبية القاسية التي تنتظرهم في بعض ما يأخذون به أو يدعونه .
وتلك هي مشكلة هذه النماذج البشرية البعيدة عن التطلع إلى الآفاق الواسعة التي يتسع لها الحاضر ،ويختزنها المستقبل في الأمور التي يتبعونها تقليداً من دون أن يفكروا فيها وفي الأشخاص الذين يقلدونهم ،أو يمارسونها انفعالاً وعاطفةً من دون أن يدققوا في العمق الكامن في داخلها ،وليسوا مستعدين في الوقت نفسه أن يستمعوا للناس الذين يذكّرونهم بالحقائق الأصيلة الواضحة على صعيد الواقع ،ليدخلوا معهم في حوارٍ حول ما هو الحق والباطل في المسألة ،لأنهم غارقون في الغرور الداخلي الذي يعمي أبصارهم ،ويغلق عقولهم عن الجانب الآخر من الموضوع .