حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:( لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً ) فأبقاها الله تذكرة وعبرة وآية، حتى نظر إليها أوائل هذه الأمة، وكم من سفينة قد كانت بعد سفينة نوح قد صارت رمادا.
وقوله:( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) يعني:حافظة عقلت عن الله ما سمعت.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال:ثنا أبو صالح، قال:ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) يقول:حافظة.
حدثني محمد بن سعد، قال:ثني أبي، قال:ثني عمي، قال:ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) يقول:سامعة، وذلك الإعلان.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا نصر بن عليّ، قال:ثنا أبي، قال:ثنا خالد بن قيس، عن قتادة ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) قال:أذن عقلت عن الله.
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ):أذن عقلت عن الله، فانتفعت بما سمعت من كتاب الله.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال:ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) قال:أذن سمعت، وعقلت ما سمعت.
حُدثت عن الحسين، قال:سمعت أبا معاذ يقول:ثنا عبيد، قال:الضحاك يقول في قوله:( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ):سمعتها أذن ووعت.
حدثنا عليّ بن سهل، قال:ثنا الوليد بن مسلم، عن عليّ بن حوشب، قال:سمعت مكحولا يقول:قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) ثم التفت إلى عليّ، فقال:"سأَلْتُ الله أنْ يَجْعَلَها أُذُنَكَ"، قال عليّ رضي الله عنه:فما سمعت شيئا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فنسيته.
حدثني محمد بن خلف، قال:ثني بشر بن آدم، قال:ثنا عبد الله بن الزبير، قال:ثني عبد الله بن رستم، قال:سمعت بُرَيدة يقول:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعليّ:"يا عَليُّ؛ إنَّ اللهَ أمَرَنِي أنْ أُدْنِيَكَ وَلا أُقْصِيَكَ، وأنْ أُعَلِّمَكَ وأنْ تَعي، وحَقٌّ على اللهِ أنْ تَعِي"، قال:فنـزلت ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ).
حدثني محمد بن خلف، قال:ثنا الحسن بن حماد، قال:ثنا إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيميّ، عن فضيل بن عبد الله، عن أبي داود، عن بُرَيدة الأسلميّ، قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعليّ:"إنَّ اللهَ أمَرَنِي أنْ أُعَلِّمَكَ، وأنْ أُدْنِيَكَ، وَلا أجْفُوَكَ وَلا أُقْصِيَكَ "، ثم ذكر مثله.
حدثني يونس، قال:أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله:( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) قال:واعية يحذرون معاصي الله أن يعذّبهم الله عليها، كما عذّب من كان قبلهم تسمعها فتعيها، إنما تعي القلوب ما تسمع الآذان من الخير والشرّ من باب الوعي.