ثمّ يبيّن الله سبحانه الغاية والهدف من هذا العقاب ،حيث يقول تعالى: ( لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية ) .
إنّنا لم نرد الانتقام منكم أبداً ،بل الهداية والخير والسعادة ،كنّا نروم أن تكونوا في طريق الكمال والنضج التربوي والوصول إلى ما ينبغي أن يكون عليه الإنسان المكرم .
«تعيها » من مادّة ( وعى ) على وزن ( سعى ) يقول ( الراغب ) في المفردات ،و ( ابن منظور ) في لسان العرب: إنّها في الأصل بمعنى الاحتفاظ بشيء معيّن في القلب ،ومن هنا قيل للإناء ( وعاء ) لأنّه يحفظ الشيء الذي يوضع فيه ،وقد ذكرت هذه الصفة ( الوعي ) للآذان في الآيات مورد البحث ،وذلك بلحاظ أنّها تسمع الحقائق وتحتفظ بها .
والإنسان تارةً يسمع كلاماً إلاّ أنّه كأن لم يسمعه ،وفي التعبير السائد: يسمع بأذن ويخرجه من الأخرى .
وتارةً أخرى يسمع الكلام ويفكّر فيه ويتأمّله .ويجعل ما فيه خير في قلبه ،ويعتبر الإيجابي منه مناراً يسير عليه في طريق حياته ...وهذا ما يعبّر عنه ب ( الوعي ) .
/خ12