وقوله:أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةًاختلفت القرّاء قي قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء المدينة والحجاز والبصرةنَخِرَةًبمعنى:بالية. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة ( ناخِرَةً ) بألف، بمعنى:أنها مجوّفة تنخَر الرياح في جوفها إذا مرّت بها. وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من الكوفيين يقول:الناخرة والنخرة سواء في المعنى، بمنـزلة الطامع والطمِع، والباخل والبَخِل؛ وأفصح اللغتين عندنا وأشهرهما عندنانَخِرَةً، بغير ألف، بمعنى:بالية، غير أن رءوس الآي قبلها وبعدها جاءت بالألف، فأعجب إليّ لذلك أن تُلْحق ناخرة بها ليتفق هو وسائر رءوس الآيات، لولا ذلك كان أعجب القراءتين إليّ حذف الألف منها.
* ذكر من قالنَخِرَةً:بالية:
حدثني محمد بن سعد، قال:ثني أبي، قال:ثني عمي ، قال:ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباسأَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةًفالنخرة:الفانية البالية .
حدثني محمد بن عمرو، قال:ثنا أبو عاصم، قال:ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال:ثنا الحسن، قال:ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهدعِظَامًا نَخِرَةًقال:مرفوتة .
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادةأَئِذَا كُنَّا عِظَامًاتكذيبا بالبعث ( نَاخِرَةً ) بالية. قالوا:تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌيقول جلّ ثناؤه عن قيل هؤلاء المكذّبين بالبعث، قالوا:تلك:يعنون تلك الرجعة أحياء بعد الممات، إذًا:يعنون الآن، كرّة:يعنون رجعة، خاسرة:يعنون غابنة.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك: