وبعد أن أمر - سبحانه - المؤمنين بالعفو والصفح عمن استزلهم الشيطان ، فخاضوا فى حديث الإفك ثم ندموا وتابوا ، أتبع ذلك ببيان سوء عاقبة المصريين على خبثهم وعلى محبة إشاعة الفاحشة فى صفوف الجماعة الإسلامية فقال - تعالى -:( إِنَّ الذين . . . . ) .
المعنى:"إن الذين يرمون "بالفاحشة النساء "المحصنات "أى:المانعات أنفسهن عن كل سوء وريبة "الغافلات "أى:الغافلات عن أن تدور الفاحشة بأذهانهن ، لأنهن طبعن على التخلق بالأخلاق الفاضلة الكريمة ، فهن فوق كونهن محصنات ، لا يخطر السوء ببالهن لطهارة معدنهن .
"المؤمنات "أى:الكاملات الإيمان بالله - تعالى - ، وبصدق رسوله صلى الله عليه وسلم ، وبكل ما يجب الإيمان به .
وقوله - سبحانه -:( لُعِنُواْ فِي الدنيا والآخرة ) أى:طردوا من رحمة الله - تعالى - فى الدنيا وفى الآخرة ، وفوق كل ذلك "لهم "منه - تعالى - "عذاب عظيم "لا تحيط العبارة بوصفه .