أولاً : التمهيد للسورة :
- • سنة كونية وقاعدة لا تتغير:: • ثم تعقب السورة على قصص الأمم السابقة بالإشارة أن كفار مكة ليسوا أفضل من الأقوام السابقة: ﴿أَكُفَّـٰرُكُمْ خَيْرٌ مّنْ أُوْلَـئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءةٌ فِى ٱلزُّبُرِ﴾ (43)، فالقاعدة واحدة، لكل من كذب واستكبر، كما في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَـٰعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ (51). • فإن لم تكفهم تلك الآيات، من انشقاق القمر إلى قصص الأمم السابقة، فهناك آية أخرى تتوعدهم: ﴿سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ﴾ (45)، إنذار رهيب من الله تعالى، يشير إلى غزوة بدر وما سيرافقها من هزيمة منكرة لكفار قريش، ثم إنذار أشد من بدر ومن كل ما في الدنيا من مصائب: ﴿بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ﴾ (46).
- • ولقد يسرنا القرآن للذكر:: • والسورة أثناء الحديث عن هلاك المكذبين، تبيّن أن القرآن هو السبيل للنجاة من العذاب، وأن هذا القرآن ميسّر للناس، حتى يتدبروا آياته ويتعلموا منها، فتكررت الآية: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْءانَ لِلذّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾، وكأن المعنى: إلزم طريق الله، وتعهّد هذا القرآن بالحفظ والرعاية والتدبر، حتى تتعرف على الله وتأمن عذابه وتختار طريق الرشاد.
- • فلِمَ سميت السورة باسم «القمر»؟: للإشارة إلى: 1- استحقاق مشركي مكة للعذاب لتكذيبهم بآية انشقاق القمر كما كذب الأولون، وكانت من أعظم الآيات وقتها، فقد طلبوها تحديدًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم. 2- بيان تعنت المشركين بالآيات الحسية كما كذبوا بالآيات المعنوية.
ثانيا : أسماء السورة :
- • الاسم التوقيفي :: «القمر».
- • معنى الاسم :: القمر: جرم سماوي صغير يدور حول كوكب أكبر منه، ويكون تابعًا له، ومنه القمر التابع للأرض.
- • سبب التسمية :: لافتتاحها بذكر معجزة انشقاق القمر.
- • أسماء أخرى اجتهادية :: «اقْتَرَبَتِ»، و«اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ» وهو تسمية للسورة بما افتتحت به.
ثالثا : علمتني السورة :
- • علمتني السورة :: أن تكذيب الكافرين من الأمم السابقة هو سبب هلاكهم.
- • علمتني السورة :: أن عدم الاتعاظ بهلاك الأمم صفة من صفات الكفار: ﴿وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الْأَنبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ﴾
- • علمتني السورة :: أن العذاب دائمًا تسبقه النُذُر، وهذا من رحمة الله بعباده؛ أنه لا يوقع العذاب إلا بعد الإنذار: ﴿فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ﴾
- • علمتني السورة :: أن القرآن سهل ميسر لمن تذكر واتعظ: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾