أسباب النزول | المصدر |
---|---|
قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿الم (١) أحَسِبَ النّاسُ أن يُتْرَكُوا (٢)) قالَ الشَّعْبِيُّ: نَزَلَتْ في أُناسٍ كانُوا بِمَكَّةَ قَدْ أقَرُّوا بِالإسْلامِ، فَكَتَبَ إلَيْهِمْ أصْحابُ النَّبِيِّ ﷺ مِنَ المَدِينَةِ أنَّهُ لا يُقْبَلُ مِنكم إقْرارٌ ولا إسْلامٌ حَتّى تُهاجِرُوا. فَخَرَجُوا عامِدِينَ إلى المَدِينَةِ فاتَّبَعَهُمُ المُشْرِكُونَ فَآذَوْهم، فَنَزَلَتْ فِيهِمْ هَذِهِ الآيَةُ، فَكَتَبُوا إلَيْهِمْ أنْ قَدْ نَزَلَتْ فِيكم آيَةُ كَذا وكَذا. فَقالُوا: نَخْرُجُ، فَإنِ اتَّبَعَنا أحَدٌ قاتَلْناهُ. فَخَرَجُوا، فاتَّبَعَهُمُ المُشْرِكُونَ فَقاتَلُوهم، فَمِنهم مَن قُتِلَ ومِنهم مَن نَجا، فَأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ فِيهِمْ: ( ثُمَّ إنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِن بَعْدِ ما فُتِنُوا﴾ [النحل: ١١٠] .وقالَ مُقاتِلٌ: نَزَلَتْ في مِهْجَعٍ مَوْلى عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ، كانَ أوَّلَ قَتِيلٍ مِنَ المُسْلِمِينَ يَوْمَ بَدْرٍ، رَماهُ عَمْرُو بْنُ الحَضْرَمِيِّ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ، فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ يَوْمَئِذٍ: ”سَيِّدُ الشُّهَداءِ مِهْجَعٌ، وهو أوَّلُ مَن يُدْعى إلى بابِ الجَنَّةِ مِن هَذِهِ الأُمَّةِ“ . فَجَزِعَ عَلَيْهِ أبَواهُ وامْرَأتُهُ، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى فِيهِمْ هَذِهِ الآيَةَ، وأخْبَرَ أنَّهُ لا بُدَّ لَهم مِنَ البَلاءِ والمَشَقَّةِ في ذاتِ اللَّهِ تَعالى. ' | الاستيعاب في بيان الأسباب |