أسباب النزول | المصدر |
---|---|
أخْبَرَنا أبُو القاسِمِ بْنُ أبِي نَصْرٍ الخُزاعِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْدُويَهْ، قالَ: أخْبَرَنا أبُو بَكْرِ بْنُ أبِي دارِمٍ الحافِظُ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمانَ بْنِ أبِي شَيْبَةَ، قالَ: حَدَّثَنا أبِي، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأسَدِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا سُفْيانُ، عَنِ الأعْمَشِ، عَنْ يَحْيى بْنِ عُمارَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: مَرِضَ أبُو طالِبٍ، فَجاءَتْ قُرَيْشٌ، وجاءَ النَّبِيُّ ﷺ وعِنْدَ رَأْسِ أبِي طالِبٍ مَجْلِسُ رَجُلٍ، فَقامَ أبُو جَهْلٍ كَيْ يَمْنَعَهُ ذَلِكَ، فَشَكَوْهُ إلى أبِي طالِبٍ، فَقالَ: يا ابْنَ أخِي، ما تُرِيدُ مِن قَوْمِكَ ؟ قالَ: ”يا عَمُّ، إنَّما أُرِيدُ مِنهم كَلِمَةً تَذِلُّ لَهم بِها العَرَبُ، وتُؤَدِّي إلَيْهِمُ الجِزْيَةَ بِها العَجَمُ“ . قالَ: وما الكَلِمَةُ ؟ قالَ: ”كَلِمَةٌ واحِدَةٌ“ . قالَ: ما هي ؟ قالَ: ”لا إلَهَ إلّا اللَّهُ“ . فَقالُوا: أجَعَلَ الآلِهَةَ إلَهًا واحِدًا ؟ قالَ: فَنَزَلَ فِيهِمُ القُرْآنُ: ﴿ص والقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾ . حَتّى بَلَغَ: ﴿إنْ هَذا إلّا اخْتِلاقٌ﴾ [ص: ٧] .قالَ المُفَسِّرُونَ: لَمّا أسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ شَقَّ ذَلِكَ عَلى قُرَيْشٍ، وفَرِحَ المُؤْمِنُونَ، فَقالَ الوَلِيدُ بْنُ المُغِيرَةِ لِلْمَلَأِ مِن قُرَيْشٍ، وهُمُ الصَّنادِيدُ والأشْرافُ: امْشُوا إلى أبِي طالِبٍ. فَأتَوْهُ فَقالُوا لَهُ: أنْتَ شَيْخُنا وكَبِيرُنا، وقَدْ عَلِمْتَ ما فَعَلَ هَؤُلاءِ السُّفَهاءُ، وإنّا أتَيْناكَ لِتَقْضِيَ بَيْنَنا وبَيْنَ ابْنِ أخِيكَ. فَأرْسَلَ أبُو طالِبٍ إلى النَّبِيِّ ﷺ فَدَعاهُ، فَقالَ لَهُ: يا ابْنَ أخِي، هَؤُلاءِ قَوْمُكَ يَسْألُونَكَ ذا السَّواءِ، فَلا تَمِلْ كُلَّ المَيْلِ عَلى قَوْمِكَ. فَقالَ: ”وماذا يَسْألُونِي ؟“ . قالُوا: ارْفُضْنا وارْفُضْ ذِكْرَ آلِهَتِنا ونَدَعُكَ وإلَهَكَ. فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: ”أتُعْطُونِي كَلِمَةً واحِدَةً تَمْلِكُونَ بِها العَرَبَ وتَدِينُ لَكم بِها العَجَمُ ؟“ . فَقالَ أبُو جَهْلٍ: لِلَّهِ أبُوكَ لَنُعْطِيَنَّكَها وعَشْرَ أمْثالِها. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”قُولُوا: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ“ . فَنَفَرُوا مِن ذَلِكَ وقامُوا فَقالُوا: أجَعَلَ الآلِهَةَ إلَهًا واحِدًا ؟ كَيْفَ يَسَعُ الخَلْقَ كُلَّهم إلَهٌ واحِدٌ ؟ فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى فِيهِمْ هَذِهِ الآياتِ إلى قَوْلِهِ: ﴿كَذَّبَتْ قَبْلَهم قَوْمُ نُوحٍ﴾ [ص: ١٢] . ' | الاستيعاب في بيان الأسباب |