أسباب النزول | المصدر |
---|---|
قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿مّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ في جَوْفِهِ﴾ نَزَلَتْ في جَمِيلِ بْنِ مَعْمَرٍ الفِهْرِيِّ، وكانَ رَجُلًا لَبِيبًا حافِظًا لِما سَمِعَ، فَقالَتْ قُرَيْشٌ: ما حَفِظَ هَذِهِ الأشْياءَ إلّا ولَهُ قَلْبانِ في جَوْفِهِ. وكانَ يَقُولُ: إنَّ لِي قَلْبَيْنِ أعْقِلُ بِكُلِّ واحِدٍ مِنهُما أفْضَلَ مِن عَقْلِ مُحَمَّدٍ. فَلَمّا كانَ يَوْمُ بَدْرٍ وهُزِمَ المُشْرِكُونَ وفِيهِمْ يَوْمَئِذٍ جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ تَلَقّاهُ أبُو سُفْيانَ وهو مُعَلِّقٌ إحْدى نَعْلَيْهِ بِيَدِهِ والأُخْرى في رِجْلِهِ، فَقالَ لَهُ: يا أبا مَعْمَرٍ، ما حالُ النّاسِ ؟ قالَ: قَدِ انْهَزَمُوا. قالَ: فَما بالُكَ إحْدى نَعْلَيْكَ في يَدِكَ والأُخْرى في رِجْلِكَ ؟ قالَ: ما شَعَرْتُ إلّا أنَّهُما في رِجْلَيَّ. وعَرَفُوا يَوْمَئِذٍ أنَّهُ لَوْ كانَ لَهُ قَلْبانِ لَما نَسِيَ نَعْلَهُ في يَدِهِ.قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿وما جَعَلَ أدْعِياءَكم أبْناءَكُمْ﴾ نَزَلَتْ في زَيْدِ بْنِ حارِثَةَ، كانَ عَبْدًا لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَأعْتَقَهُ وتَبَنّاهُ قَبْلَ الوَحْيِ، فَلَمّا تَزَوَّجَ النَّبِيُّ ﷺ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ - وكانَتْ تَحْتَ زَيْدِ بْنِ حارِثَةَ - قالَتِ اليَهُودُ والمُنافِقُونَ: تَزَوَّجَ مُحَمَّدٌ امْرَأةَ ابْنِهِ وهو يَنْهى النّاسَ عَنْها. فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى هَذِهِ الآياتِ.أخْبَرَنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحْمَدَ بْنِ نُعَيْمٍ الإشْكابِيُّ، قالَ: أخْبَرَنا الحَسَنُ بْنُ أحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ، قالَ: أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ إسْحاقَ الثَّقَفِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قالَ: حَدَّثَنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُوسى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أنَّهُ كانَ يَقُولُ: ما كُنّا نَدْعُو زَيْدَ بْنَ حارِثَةَ إلّا زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَتّى نَزَلَ في القُرْآنِ: ﴿ادْعُوهم لِآبائِهِمْ هو أقْسَطُ عِندَ اللَّهِ﴾ .رَواهُ البُخارِيُّ، عَنْ مُعَلّى بْنِ أسَدٍ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ المُخْتارِ، عَنْ مُوسى بْنِ عُقْبَةَ. ' | الاستيعاب في بيان الأسباب |