أسباب النزول | المصدر |
---|---|
أخْبَرَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أحْمَدَ العَطّارُ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ البَيّاعُ، قالَ: أخْبَرَنا إسْماعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الفَضْلِ الشَّعْرانِيُّ، قالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي، قالَ: حَدَّثَنا إبْراهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ الحِزامِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ أبِيهِ قالَ: أقْبَلَ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ يَوْمَ أُحُدٍ إلى النَّبِيِّ ﷺ يُرِيدُهُ، فاعْتَرَضَ لَهُ رِجالٌ مِنَ المُؤْمِنِينَ، فَأمَرَهم رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَخَلَّوْا سَبِيلَهُ، فاسْتَقْبَلَهُ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ أخُو بَنِي عَبْدِ الدّارِ، ورَأى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ تَرْقُوَةَ أُبَيٍّ مِن فُرْجَةٍ بَيْنَ سابِغَةِ البَيْضَةِ والدِّرْعِ، فَطَعَنَهُ بِحَرْبَتِهِ فَسَقَطَ أُبَيٌّ عَنْ فَرَسِهِ، ولَمْ يَخْرُجْ مِن طَعْنَتِهِ دَمٌ، وكَسَرَ ضِلَعًا مِن أضْلاعِهِ، فَأتاهُ أصْحابُهُ وهو يَخُورُ خُوارَ الثَّوْرِ، فَقالُوا لَهُ: ما أعْجَزَكَ ؟ إنَّما هو خَدْشٌ. فَقالَ: والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كانَ هَذا الَّذِي بِي بِأهْلِ ذِي المَجازِ لَماتُوا أجْمَعِينَ. فَماتَ أُبَيٌّ - إلى النّارِ، فَسُحْقًا لِأصْحابِ السَّعِيرِ - قَبْلَ أنْ يَقْدَمَ مَكَّةَ. فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى في ذَلِكَ: ﴿وما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ ولَكِنَّ اللَّهَ رَمى﴾ . ورَوى صَفْوانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ خَيْبَرَ دَعا بِقَوْسٍ، فَأُتِيَ بِقَوْسٍ طَوِيلَةٍ، فَقالَ: ”جِيئُونِي بِقَوْسٍ غَيْرِها“ . فَجاءُوهُ بِقَوْسٍ كَبْداءَ، فَرَمى النَّبِيُّ ﷺ عَلى الحِصْنِ، فَأقْبَلَ السَّهْمُ يَهْوِي حَتّى قَتَلَ كِنانَةَ بْنَ أبِي الحُقَيْقِ وهو عَلى فِراشِهِ، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿وما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ ولَكِنَّ اللَّهَ رَمى﴾ . وأكْثَرُ أهْلِ التَّفْسِيرِ عَلى أنَّ الآيَةَ نَزَلَتْ في رَمْيِ النَّبِيِّ ﷺ القَبْضَةَ مِن حَصْباءِ الوادِي يَوْمَ بَدْرٍ حِينَ قالَ لِلْمُشْرِكِينَ: ”شاهَتِ الوُجُوهُ“ . ورَماهم بِتِلْكَ القَبْضَةِ فَلَمْ تَبْقَ عَيْنُ مُشْرِكٍ إلّا دَخَلَها مِنهُ شَيْءٌ. قالَ حَكِيمُ بْنُ حِزامٍ: لَمّا كانَ يَوْمُ بَدْرٍ سَمِعْنا صَوْتًا وقَعَ مِنَ السَّماءِ إلى الأرْضِ كَأنَّهُ صَوْتُ حَصاةٍ وقَعَتْ في طَسْتٍ، ورَمى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ تِلْكَ الحَصَياتِ فانْهَزَمْنا. فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ ولَكِنَّ اللَّهَ رَمى﴾ .' | الاستيعاب في بيان الأسباب |